في تقريرها السنوي حول سوق الطاقة العالمية للربع الأول من عام 2025 والذي خصصته لمادة الغاز وانتاجه وتسويقه حول العالم وصفت وكالة الطاقة الدولية IEA التقدم الذي يحرزه العراق نحو التقليل من حرق الغاز على انه بطيء ولكنه يسير بخطى ثابتة مشيرة الى انه لحد منتصف عام 2024 لم يتم استغلال سوى 65% من الغاز المصاحب بينما يتم حرق 12 مليار متر مكعب من الغاز سنويا. وذكرت الوكالة الدولية للطالقة في تقريرها بان زيادة الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي الذي وصل لمعدلات قياسية يعود الى النمو العمراني والانشائي الذي شهده العالم عام 2024، متوقعة ازدياد الطلب أكثر على مادة الغاز خلال العام الحالي 2025 وأبرز ملامح ذلك يعود الى النمو السريع الذي تشهده الأسواق الاسيوية. وتشير التقديرات الأولية الى ان استهلاك الغاز السنوي لعام 2024 ازداد بنسبة 2.8% أو ما يعادل ذلك بمعدل 115 مليار متر مكعب من الغاز وانه حقق تغطية 40% من الطلب العالمي لهذه المادة خلال العام 2024. وما يخص الشأن العراقي بصناعة الغاز ضمن منطقة الشرق الأوسط ذكرت الوكالة الدولية في تقريرها بان العراق قد حقق تقدما بطيئا ولكنه ثابت نحو تقليص حرق الغاز وذلك أوائل فترة عام 2010، ولكن لحد منتصف عام 2024 فانه لم يتمكن سوى من تجميع وتصنيع نسبة 65% من المجموع الكلي للغاز المصاحب المنتج، بينما بلغت معدلات حرق الغاز المتبقي بحدود 12 مليار متر مكعب سنويا. وأشار التقرير الى انه مع بدايات عام 2024 تعهد العراق اعتبارا من شهر أيار الى كانون الأول 2024 بان يقلل من نسب حرق وقود النفط التي تشغل محطات توليد الطاقة الكهربائية وذلك تطبيقا لالتزامات قطعها مع مجموعة أوبك بلاص، وتعهدات شركة غاز الجنوب الحكومية التي أعلنت عن توسيع خطتها الاستثمارية في تجميع وتصنيع أكبر معدل للغاز المصاحب وتقليل استخدام الوقود النفطي في تشغيل محطات توليد الطاقة بحلول عام 2028. وتذكر الوكالة الدولية في تقريرها بان الغاز الطبيعي بدأ يحل محل وقود المنتجات النفطية في كثير من القطاعات، مشيرة الى ان دور الغاز الطبيعي في تشغيل قطاع الطاقة الكهربائية بدأ منذ العقد الماضي بالازدياد في منطقة الشرق الأوسط واستمر على هذا المنوال في العام 2024 في بلدان مثل العراق وإيران والكويت والعربية السعودية. وكانت مؤسسة التمويل الدولية IFC قد ذكرت في تخمينات لها بان العراق بحاجة الى استثمارات بمقدار 233 مليار دولار ليتمكن من تنفيذ برامج تقليل وإيقاف حرق الغاز في البلد بحلول عام 2040. وأشار التقرير الى ان العراق الذي يعتبر أحد أكثر البلدان في العالم هدرا للغاز المصاحب من خلال حرقه، كان ضمن اهتمامات مؤتمر التغير المناخي الذي رعته الأمم المتحدة مع تقديرات لاحتياجه الى استثمارات بمليارات الدولارات لتمويل البرامج الهادفة الى تقليل وانهاء الانبعاثات الغازية في حقوله. واستنادا لوكالة الطاقة الدولية فان هدف البرنامج الوطني العراقي هو لتقليل الانبعاثات الغازية في البلد بحلول العام 2030 بنسبة 15% مشيرة الى ان 13% من ذلك الهدف يعتمد على الإسناد والدعم الدولي. ايفيجينا ميبوروفا، باحثة في مجال الانبعاثات الغازية، قالت ان كميات الغاز المحروقة في العراق عام 2023 تقترب من كمية الغاز المستهلك في ذلك العام والبالغة 722 مليار قدم مكعب. مشيرة الى ان قدرة العراق على تلبية احتياجاته المحلية للغاز ستعتمد على مدى سرعة تنفيذ مشاريع محطات معالجة الغاز وإطلاق مشاريع غاز جديدة وتعتمد أيضا على معدل نمو الطلب على الغاز. مضيفة الى ان تجميع الغاز المصاحب وتصنيعه سيقلل من اعتماد البلد على وقود النفط في تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية. وكان وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، قد ذكر في تصريحات له بأن العراق قد يتوقف عن استيراد الغاز عندما يكتمل من تنفيذ مشاريع تطوير وتصنيع موارد البلد من احتياطي الغاز التي لم تستغل بعد، وان البلد يسعى قدما في خططه لتصنيع موارده من الغاز وأن يضع حد لظاهرة حرق الغاز على نحو تدريجي.